لايختلف أثنان أن تطور البلدان وأعمارها وتنميتها تعتمد بالشكل الأساس على مبدأ ومفهوم يدعى ب ( التخطيط الستراتيجي ) وتقاس حاجة البلدان لذلك المفهوم حسب كل بلد ، لاسيما البلدان النامية أو المتخلفة أو التي خرجت من حروب كبيرة أو من أنظمة دكتاتورية تسببت في ضرر كبير لها ،
ولدينا في ذلك تجارب ناجحة لدول عديدة منها ( الامارات وتركيا وماليزيا واليابان والمانيا وحتى الصين العظمى ) .
ومن الجدير بالذكر فأن الخطط الستراتيجية لايمكن أن توضع الا من خلال نخبة معينة من المختصين والخبراء الضالعين في هذا المجال دون غيرهم .
وبعد تغيير النظام عام ٢٠٠٣ في العراق أستبشر العراقيون كثيرا وحلموا بتغيير وضعهم المزري والمأساوي وأعادة أعمار البلد وتنميته بعد أن أنهكته الحروب العديدة والحصار التي أدت الى نتائج وأمور كارثية استمرت ليومنا هذا كان أبرزها : –
١. تجريف البساتين والأراضي الزراعية .
٢.تجفيف الاهوار .
٣. تصحر الأراضي.
٤. ترييف المدن .
٥. انعدام المدن السكانية الجديدة .
٦. انتشار ظاهرة العشوائيات .
٧. تصفير التعليم .
٨. غسل وتهكير العقول .
٩. تجهيل الناس .
١٠. تعطيل القدرات الشبابية .
١١. قتل روح الإبداع والمواطنة .
١٢. تهجير العقول والمفكرين .
١٣. تحريف الأفكار.
١٤. زرع الفتن والقلاقل .
١٥. تزييف الحقائق .
١٦. إضعاف وتحييد النخب الوطنية .
١٧. توقف الصناعة العراقية .
١٨. أنتشار البطالة .
١٩. أزدياد معدلات الفقر .
إضافة الى الكثير من القضايا المهمة الاخرى ،
إلا أن الحكومات لم تقم بما يجب عليها وأخفقت كثيرا في أعمار البلد أو في تحقيق أحلام الشعب وتطلعاته في العيش الرغيد وبحياة حرة كريمة .
لأسباب عديدة منها ( عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، ضعف الخبرة ، المحاصصة ، عشوائية التخطيط ) ، كما أعتمدت في عملها على (خطط آنية أو قصيرة المدى) وعلى نظام (الفزعة) ،
مما أدى الى فساد كبير وضياع وهدر مئات المليارات من الدولارات ، إضافة الى توقف آلاف المشاريع المختلفة وكذلك توقف آلاف المصانع والمعامل العراقية أُنتج عنه ملايين العاطلين عن العمل وإزدياد معدلات الفقر بشكل مخيف ،
يضاف اليه تخلف هائل في الخدمات والبنى والتحتية .
في حين أن نظرة سريعة على حجم المشكلات الخطيرة والعديدة التي تم ذكرها في اعلاه ،
يتبين لنا كم كان هناك حاجة ماسة الى أن تضع الحكومات خطط ستراتيجية وطنية علمية وعملية ، تنفذها أيادي عراقية وطنية كفوءة ومخلصة .
واليوم ونحن نعيش في ظل حكومة جديدة أستبشر بها العراقيون خيراً ،
وكان أبرز عناوين برنامجها هي الخدمات والقضاء على الفساد ،
نقول أن تحقيق هذين الشعارين وغيرهما من الأهداف النبيلة الاخرى لن يتحقق للحكومة أبداً أذا أعتمدت في عملها نفس الآليات ونفس المباديء التي سارت عليها الحكومات السابقة في التخطيط والتنفيذ وصرف الاموال ، مهما كان حجم الاموال المصروفة ومهما خلصت النوايا ،
فالتخطيط الستراتيجي الحقيقي هو الأصل.
كما ان عليها الأعتماد في ذلك على الخبراء والمختصين العراقيين الكفوئين في هذا المجال سواء كانوا داخل العراق أو خارجه
أو الاستعانة بالخبراء الاجانب كذلك .
وإلا فأن الأمور لن تجري على خير لاسمح الله وستبقى تلك المشكلات الخطيرة ومعاناة العراقيين دون حلول قريبة .