عقد في بغداد قبل أيام منتدى الأعمال العراقي الإماراتي الذي بحث سبل تطوير قطاعات الإستثمار في هذا البلد، تلاه مؤتمر نظمته وزارة النقل بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، ودول جوار أخرى لبحث سبل إنشاء مشروع طريق التنمية الذي يوفر فرصا إقتصادية غير مسبوقة، وأكد رئيس الحكومة العراقية إن البيئة الإستثمارية مهيئة لحضور شركات ومستثمرين عربا وأجانب الى العراق، وإن هناك قرارات وقوانين داعمة في هذا الإتجاه تسهل دخول المستثمرين خلال الفترة المقبلة دون عوائق.
تتحول البوصلة تدريجيا نحو الشرق، مع كل هذا التوتر والصدام الكوني على مستويات عدة. خاصة مع التصعيد بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها في أوربا والذين أختاروا محطة أولى للصراع هي أوكرانيا بإنتظار تطورات المواجهة في المستقبل القريب الذي قد نشهد فيه المزيد من الإضطرابات المجتمعية والسياسية في أكثر من بلاد في وقت تشهد دول عربية مهمة ومنها دول الخليج العربي إستقرارا ونموا وهدوءا وتحولات سياسية مهمة بإتجاه تصفير الأزمات، وتنشيط حركة الإقتصاد غير النفطي كما في الحالة السعودية والإماراتية، والبحث عن استثمارات بعيدا عن واشنطن وأوربا، مع ماتوفره من مساحات مهمة في الشرق وجنوب ٱسيا خاصة وإن الصين تنمو، وروسيا تواجه بقوة، وقد لاحظنا كيف إن دولا مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات وقطر والبحرين والكويت باتت قريبة من قائمة الدول الإقتصادية الكبرى، دون تجاهل دور دول الشمال العربي الأفريقي والعراق، وهذا مؤشر على أهمية مايقوم به رجال الأعمال في الخليج العربي وبلدان عربية، ومايصوغونه ويضعونه من سياسات إقتصادية ترسم ملامح مستقبل أكثر حيوية خاصة بوجود مؤشرات على إنفتاح نوعي نحو العراق الذي شهد تطورات ساهمت في مد جسور الثقة مع الأشقاء
في دول الخليج العربي. فقدحقق رجال الأعمال إنجازات كبيرة ممسكين بأسباب نجاح وفرتها سياسات إقتصادية طموحة وضعتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين لتنويع مصادر الدخل، والتنوع في السلوك الإقتصادي الذي لم يعد يتلفع بعباءة النفط، بل يتعدى ذلك الى مشاريع صناعية وزراعية ومناهج إقتصادية متقدمة، وجذب للإستثمارات حيث يتجه رجال الأعمال العرب الى لعب دور حيوي وفعال في المجالات المتاح فيها الإستثمار والبحث والتطوير، وهو الأمر الذي يشير الى حجم مايملكونه من قدرات وإمكانيات تتجاوز التحديات الراهنة الى إقتصاد متوازن يحقق لشعوبنا المزيد من الرفاهية، ويتجاوز الأزمات التي تعترضها، ويساهم في إستثمار غير عادي، ويفتح عين العالم أكثر على المنطقة ووجودها ومستقبلها.
مانتمناه هو نجاح مشروع طريق التنمية الممتد من اقصى جنوب العراق الى تركيا والذي سيسهل حركة التجارة مع دول الخليج وتركيا وإيران ويسهم في تعزيز التعاون الإقتصادي وكذلك ربط دول المنطقة ببعض مع وصول سريع وآمن عبر البحار الى الموانيء العرافية ويقلل مدة الوقت الذي يستهلك في نقل البضائع والأشخاص، كما يتيح فرص عمل ربما تصل الى مليون فرصة، وكل ذلك مرتبط بتعاون أمني وسياسي وتفاهمات داخلية في العراق الذي يجب أن يكسب ثقة المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي لينتقل من مرحلة الركود والإحباط، الى مرحلة إزدهار يرغب بها الجميع، وينتظرها.