يتجه الكثير من الباحثين عن تسويق شخصياتهم إعلاميا إلى البحث عن ماكنات يديرها أشخاص محترفون في العمل الدعائي الإعلامي؛ لتحقيق هذا الهدف، وينشط هذا الاتجاه عادة في أيام الانتخابات أو أيام إدارة مفصل من مفاصل الدولة، ومؤكد أنّي أبنت وجهتي بعيدا عن التضليل الإعلامي أو تزييف الأخبار؛ الذي قد يوحي إليه العنوان، ولكنّي أقف على أعتاب مصطلح جديد ألا وهو (الحمل الإعلامي الكاذب)، إذ أن فحوى الرسالة الإعلامية ومحتواها هو “حمل” يتمخض حتى يلد هدفا مرجواً، وحمولات الإعلام هنا ترتكز على أمرين: وفاء قائد العمل وحرفته في المهنة، وقدمت الوفاء على الحرفة؛ لأنّ الحرفة لا تكفي إن لم يكن هناك التزام أخلاقي في أداء المهمة بضمير حي وصادق، وما لمسته من خلال مسحي للجيوش الإلكترونية التي تنشط بين مدة وأخرى، أن هناك الكثير من طالبي العمل الدعائي يخدعون بحملات إعلامية كاذبة، أغلبها هي إرضاء لغرورهم وتشعرهم برضى ذاتي مؤقت، وهذا الحمل الإعلامي الكاذب لن يلد سوى حقيقة (راحت فلوسك يا صابر)، فمثلا يذهب البعض لمشاهير الفن أو الإعلام لتسيير الرحلة الدعائية، وهو تفكير صحيح في حال توفر المرتكز الأول الذي ذكرنا، أي أن الفنان أو الإعلامي ينشر مناصرته على صفحاته الخاصة المعنونة باسمه لهذه الشخصية ويظهر ايجابياتها، وما يحدث أن هذه الشخصية وبعد ان تستلم (المالات) لا تحرك ساكنا، سوى أنها تعمل على انشاء كروبات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وتضيف صاحب الحاجة في هذه الكروبات وتبقى تنظّر له دون الإعلان، إذ أن كلمة إعلان هي اشهار على العلن، وليست خطابا خاصا، وهناك فرق بين أن تؤدي عملا إعلاميا دعائيا بصفتك منتجا له، وبين أن تكون ضمن ماكنة إعلامية تعمل لصالح من قررت دعمه، فالأول ليس مطلوب منه أن يظهر ولاءه، في حين أن الثاني يجب أن يكون قد قرر الوقوف خلف هذه الشخصية وأن يكون من أتباعه، وأن يسجل موقفا حقيقيا بهذا الصدد، ومن باب توضيح هذا الأمر لكشف المتصيدين باسم الإعلام، وباستقراء ومسح سريع عن طريقة توجيه الخطاب الدعائي، سيكتشف المعلن تذبذب وتردد من اعتمد عليه في تصدير الخطاب، أما ما حصل عليه من جرعة دعم معنوية داخل كروبات خاصة فما هو إلّا (حمل إعلامي كاذب).