ما أن نتعرف على ما ستوفره الدولة لحماية العرس الانتخابي في العاشر من تشرين الأول المقبل، قد نتخيل لبرهة بأننا سنشاهد فيلم هوليودي من تصنيف الأكشن، إذ سيتم نشر المئات من الكاميرات المراقبة والطائرات المسيرة، كما وسيتواجد سلاح الجو لحماية مراكز الاقتراع وبمشاركة نحو ربع مليون عنصر أمني بمختلف صنوفه، وستنتشر الكلاب البوليسية في الأطواق الأمنية، لحماية سير إجراء الانتخابات ولنقل صناديق الاقتراع وفرز الأصوات.
عراق ما بعد 2003 كان شاهداً على خمس انتخابات تشريعية شهدت كل منهم تحدي خاص به.
تنظيم القـ1عـ ـدة، الطـ1ئفيـ ـة، هدوء سبق عاصفة د1عش، ثم د1عـ ـش، وفسـ 1د منتشر، تبعات تظاهرات تشرين، كل ذلك كان من أبرز ما تحدته الحكومات السابقة لاجراء الانتخابات، لكن ما يميز هذه الانتخابات بأنها جاءت تلبية للمطالبات الشعبية التي كانت خرجت نتيجة البطالة والفساد والحرب، ويضاف إليها تحدي مواجهة تمركز الخلايا النائمة للتنظيمات الإرهابية والتي أمست بمثابة صداع أمني قل نظيره للدولة ولأجهزتها العسكرية والتنظيمية الأمنية.
كما ويشير المراقبون بأن الساحة العراقية ستشهد تصاعد التجاذبات الاقليمية والدولية والتي قد تتعارض مع المصالح الوطنية أحياناً كثيرة، ما يتيح للمتصيدين مجالاً للتحرك.
مشاركة أمنية واسعة
وفي تصريحٍ للوكالات المحلية قال مدير العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية اللواء سعد معن:إن قواتٍ من وزارتي الدفاع والداخلية إلى جانب باقي صنوف الأجهزة الامنية ستشارك في تنفيذ المهام الموكلة إليها لحماية الناخبين ومراكز الاقتراع خلال يوم الانتخابات.
وأضاف معن، ان أكثر من 250 الف عنصر امني سيشاركون في تنفيذ فصول الخطة الامنية التي انطلقت مطلع الأسبوع الجاري والتي ستستمر الى ما بعد نقل صناديق الاقتراع الى الاماكن المخصصة لها وبدء عملية الفرز.
موضحاً أن الخطة ستتضمن توزيع انتشار القوات المعنية على عدة أطواق محكمة لضبط أمن الناخبين، فضلا عن تأمين مراكز الاقتراع، وأن الخطة وضعت وفق أسس استخبارية عالية وتتميز بالمرونة.
وبحسب اللواء معن، فان اللجنة الأمنية العليا المعنية بأمن الانتخابات انبثقت عنها أربع لجان فرعية هي اللجنة الإعلامية واللجنة الإدارية واللجنة الميدانية فضلاً عن اللجنة الاستخبارية، مضيفاً أن هناك رؤساء اللجان الفرعية في كل المحافظات يمكنهم إدارة الملف الأمني في محافظاتهم وتأمين الانتخابات، مشيراً إلى أن الأمور تسير بسلاسة حتى الان، مبيناً أن مشاركة الطيران العسكري سيكون في مقاطعٍ خاصة من خطة أمن الانتخابات.
عدم مشاركة الحشد الشعبي وحضور مكافحة الشغب
وحول ما إذا كانت قوات الحشد الشعبي ستشارك في الخطة الأمنية، أوضح معن، انه لا مشاركة للحشد في أي جزء من تفاصيل الخطة الأمنية الخاصة بيوم الاقتراع.
فيما كانت بيّنت مصادر أمنية، أن قوات مكافحة الشغب أيضاً سيكون لها دور في مراقبة مراكز الاقتراع ومنع التجمعات حولها، بالإضافة إلى الجهد الاستخباري المدني الذي تم تفعيله قبل اشهر لتشخيص اية خروق انتخابية.
وأشارت تلك المصادر، أنه سيتم نشر مفارز الكلاب البوليسية بالقرب من المراكز الانتخابية والطرق المؤدية لها وتفتيش المراكز الانتخابية، بالاضافة الى نشر عدد كبير من دوريات النجدة لتأمين الحماية اللازمة لمخازن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مضيفةً إلى أنه تم نشر المئات من كاميرات المراقبة على طوال الطرق الواصلة بين الشوارع او الازقة الرئيسة ومراكز الاقتراع.