جلّ العالم يتذكر الجمعة الأولى من تموز 2014 عندما أعلن زعيم ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام والموسومة ب دا٤ش، اقامة خلافته بعد سلسلة من هزائم كان تكبدها الجيش العراقي أنذاك نتيجة للعديد من الأسباب لم تكتشف لحد اللحظة.
السيناريو الآن قد يتكرر، سيما ان ما نشهده ونسمعه من خلال وسائل الاعلام عن هروب نحو ألف سجين داعشي من سجن غويران في مدينة الحسكه السورية، والمتزامنة مع التعرضات التي تشهده المناطق الرخوة أمنياً وعسكرياً نتيجة جيولوجيتها وديموغرافيتها، وكان آخرها استشهاد 11 جندي من الجيش العراقي في محافظة ديالى التي لا تبعد سوى نصف ساعة عن العاصمة بغداد، مما يثير القلق من احتمالية عودة قلب صفحات سوداء من ذلك التاريخ.
الفرقاء السياسيون لا يزالون في غرف ودهاليز يبحثون عن صيغة توافقية تمكنهم من إدارة ما تبقى من ركام 19 عام بعد الديمقراطية في العراق، والذي كان نتيجة تصويت العراقيين على دستور غير متكامل المضمامين، فيما يصاحب المباحثات تفجيرات والقاء قنابل على مقار حزبية أيضاً مجهولة المصدر.
التصعيد الدا٤شي الأخير دقَّ ناقوس خطر عودة دا٤ش، وبحسب الخبراء فإن الوضع الأمني بحاجة الى رجال عسكر وأمن متخصصين يبدأون بتنفيذ العمليات ضد جيوب دا٤ش الارهابي. ووفقاً لما نشره المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي عبر حسابه الخاص في الفيسبوك، فإن الأمن هو احباط اي محاولة لتعكير صفو الأمن قبل ان تبدأ، ومكافحة الارهاب تعني احباط تنفيذ اي عملية ارهابية قبل ان تبدأ، العجز الامني فقط يبحث تنفيذ اعمال انتقامية بعد حدوث الفعل الذي يخل بالأمن.
الشعب لا يزال يزف قرابينه وآخر منهم بانتظار موعد زفافه ضمن قافلة الشهداء، أما الحكومة لا تزال تبحث عن ستراتيجة على الأقل تحجّم من التعرضات الارهابية، ولكن وبحسب الصور المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي من مكان حادثة ديالى الأليمة، فإن ليس من الوارد إمكانية تنفيذ ما هو اكثر من رد الفعل، فحُصن مبني من مادة البلوك والجص مع أمتار من ساتر رملي، لا يمكنه تصدي اي تعرض ارهابي، وسنبقى ننتظر دورنا كي يزفونا شهداء كما شيّعنا احبتنا من قبلنا.