مقالات

ادارة الحلول.. المقارنة بين الافضل والأكثر

بقلم: مازن صاحب

في أغلب المناقشات على مواقع التواصل الاجتماعي..لاسيما في كروبات الواتساب التي تضم شخصيات نخبوية أكاديمية ومثقفة..أساتذة جامعيين ورجال اعلام وصحافة .. سرعان ما تكشف المناقشات التي تتحول إلى جدل يقارن بين سياسات النظام السابق وتطبيقات نظام ما بعد ٢٠٠٣ ..حتى يسقط قناع فلسفة المتحدث من علياء واقعه المفترض أكاديميا كان ام اعلاميا ..ليظهر الوجه الحقيقي لتلك القناعات التي تقارن بين الأسوأ والأكثر سوءا بدلا من المقارنة بين الافضل والأكثر تفضيلا في تلك الحلول الفضلى المطلوبة لبناء دولة مدنية عصرية متجددة بمعايير الحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة في عراق واحد وطن الجميع.
هكذا تسوق الاجندات الحزبية بهوياتها الفرعية الممثلة لسياسات إقليمية ودولية متعارضة ومتضاربة..في مقارنة نتاج عقدين مضت ما بعد ٢٠٠٣ ..مع تلك السياسات التي خاضها النظام السابق ..ربما اقول ربما هناك من يعتقد ان ذلك الزمن الذي يوصف ب( الجميل ) افضل.. لكن الحقيقة المطلقة انه زمن ولى ودبر بلا رجعة ..فيما الحاضر نتاج الامس القريب والأقرب في ادارة الحلول وذرائعية الرد بمثل هذه المقارنة الفجة التي طالما يسقط في فخها الكثير ممن يصفون ذواتهم بوصف النخب والكفاءات على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتقد جازما ان هذه المقارنة تمنح الجحوش الإلكترونية لاحزاب مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات وامراء الطوائف السياسية الفرص الكفيلة بالهروب من مواجهة الواقع بكل اثامه المستقبلية من خلال اشترار الماضي ومحاكمته ..فيما التاريخ وحده من سيكتب في هكذا مقارنة وليس المتصدين للسلطة اليوم او من كانوا عليها في الامس البعيد .
هذه نصيحة مخلصة بأهمية توليد النقاش من رحم المعاناة في لحظتها.. وتشربح الظرف في جغرافية المكان والزمان .. فهذا التدوير لنفايات هذه المناقشات لن تنته بتلك الحلول الفضلى المطلوبة لاستقرار قيمة الدينار العراقي..او ديمومة الطاقة الكهربائية او تدفق المياة في نهري دجلة والفرات..او هبوط معدل الفقر .. وغيرها من الهموم التي لابد أن تضمها قائمة الاهتمامات لهذه النخب والكفاءات الاكاديمية حتى تلك المتحزبة ..اليس المفترض بهم نقل وقائع الاحداث ومناقشتها بدلا من اشترار المقارنة بين الأسوأ والأكثر سوءا؟؟
أجد الأفضلية ام تذهب النقابات المهنية لاسيما التي تعنى بشؤون الاكاديمين والاعلام وهيئة الاتصالات وشبكة الاعلام العراقي الى تحديد مدونة سلوك مجتمعي تهدف الى مناقشة ما هو الافضل لعراق واحد وطن الجميع وما هو الأكثر اهمية في رؤية مستقبلية تتطابق مع رؤية عراق ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة.. وايجاد منصة ابتكار إبداعية لمصفوفة هذه الحلول الفضلى ..هكذا يمكن غدا نناقش ما نتركه لاجيالنا المقبلة .. بدلا عن مضمون استغفال الحقائق بمقارنة ظالمة بين اثام نظام فاشل ..وانام مفاسد المحاصصة.. من دون وجود مثل هكذا مدونة سلوك مجتمعي..يبقى السؤال كيف يمكن الخروج من دائرة كل حزب بمآ لديهم فرحون الى فضاءات النجاح في ادارة الحلول لعراق واحد وطن الجميع… ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى