كتب الدكتور عمار الياسري:
على الرغم من مرور أربعة عشر قرناً على ولادة البذرة الأولى للخوارج، وهم الفئة التي كان سلوك أفرادها وعملهم انقلاباً على الإسلام النقي ومبادئه الراقية، ولم يفهموا من الإسلام إلا الغلظة، فجرّعوا عراقيي ذلك الزمان الموت الزؤام وعيَّشوهم في رعب لم يسبقه مثيل، إلا أن كمّاً هائلاً من الأسئلة مازال يُطرح حولهم عبر القرون الطوال، بعضه أجاب عنه أهل الصنعة من المؤرخين بما يوازي أهميته، أو هو دون ذلك، والبعض الآخر من الأسئلة لّما يزل يبحث عمن يتصدى للإجابة عنه ..ولكون هذه الفئة التي عاشت تيهاً فكرياً وجدباً دينياً، مَهِنَ أفرادها القتال وكان وسيلتهم إلى الجَنَّة كما ظنوا، فإن قتالهم كان مائزاً ذا صور مُتَفَرِّدة، فكيف كان أثرُ اعتقاداتهم الفكرية على ممارساتهم القتالية ؟ وكيف قاتلوا؟ وما الأساليب التي اعتمدوها في القتال؟ وما الظروف المكانية والزمانية التي أثرت على تلك الأساليب؟ وهل كانوا يقاتلون على وفق ما نسميه اليوم (عقيدة قتالية) محددة، أم خاصة بهم؟ وهل اتبعوا مبادئ الحرب التي كانت عماد الحروب؟ من أجل تقديم إجابات مُدعمة بالأدلة على ما ورثنا عبر القرون من اسئلة وتوضيح ما غلفته العتمة من أمورهم، ولأن دراسة هذا التأريخ ربما بموازاة دراسة التأريخ العام؛ قدم لنا الباحث الدكتور حسن عبيد عيسى كتابه الموسوم “العقيدة القتالية للخوارج مسرح العمليات العراقي في العصر الأموي” (دراسة تحليلية) وقد صدر الكتاب بجزأين عن سلسلة (تأريخ) التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة/ وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
يقع الجزء الاول على (٤٧٢) صفحة من القطع الكبير، فيما يقع الجزء الثاني على (٤٣٢) صفحة من القطع الكبير.
المصدر جريدة صباح كربلاء
