بعد مشاركات دولية في معارض فنية في دول مصر والأردن وفلسطين والجزائر والمغرب، حطت لوحات الفنانة رهاف حازم السعيدي رحالها في كربلاء المقدسة مدينتها الأم، لتقيم معرضها الشخصي الثاني في فضاء مفتوح بين المارة والمتسوقين على باحة مول الحارث التجاري، في محاولة لرفع مستوى الذائقة الفنية للمجتمع من جانب، ولتشجيع قريناتها من الشابات والفتيات لأن تكون لهن بصمتهن الفنية الخاصة من جانب آخر، المعرض الذي حمل عنوان (تشكيلات جمالية وأمشاق خطية) قالت عنه الفنانة السعيدي في حوار لها مع صحيفة (صباح كربلاء): “تضمن المعرض (٢٣) لوحة تنوعت ما بين الرسم على الزجاج و(سكب الاكريلك) لوحات (كانفاس)؛ تناولت موضوعات (الشناشيل) البغدادية والمسجد النبوي الشريف والقضية الفلسطينية مع اضافة الخط العربي كميزة مضافة على الفن المقدم”.
وعن انطباع الجمهور تقول رهاف: “وسط ضجيج (السوشيال ميديا) وجدت ترحيبا كبيرا من الجمهور، وخاصة خلال العامين الأخيرين، إذ وجدت إقبالا على ارتياد المعارض وخاصة اللوحات التي ترسم بفرشاة الفنانات، على الرغم من عدم وجود معارض خاصة بالمرأة مثل هذه، فضلا عن أني تعمدت استخدام الخط العربي في لوحاتي لأني اخذت في نظر الاعتبار قدسية مدينة اسلامية مثل كربلاء لذلك كان المعرض متوافق مع ميول الجمهور الكربلائي الذي يحب الفنون الإسلامية”. مضيفة: ” نحن في زمن الكل منشغل بمواقع التواصل الاجتماعي، الا انني حاولت ان اترك اثرا ما، وأشجع المرأة والفتاة التي لديها موهبة وحلم على السعي لتحقيقه، وان تستمر لإنتاج هكذا فن راقٍ يلامس الانسان عن طريق اضافة آيات من القرآن الكريم مع الألوان والثيمات التراثية، هكذا مواضيع تلامس النفس قبل ان تلامس عين المشاهد لان لها علاقة روحية بالإنسان”.
وعن سؤالنا عن زج التشكيلات الخطية في اللوحات الفنية إن كان لونا خاصا بها وبمن تأثرت، تجيب رهاف: “انا اتخذت هذا اللون الخاص طابعا للوحاتي، فضلا عن ابتكار أفكار جديدة تتناسب مع تطور المجتمع والزمن، أما عن التأثر فوالدي الفنان الدكتور حازم السعيدي هو الساند الاول لي، افتخر بكوني ابنته وهو الذي يحاول بكل الطرائق ان يشجعني ويساندني، تأثرت به أولا ولكن في النهاية كانت لي طريقتي الخاصة عنه، لأنه اختص بالفخار والخط العربي، فقد أخذت منه الخط ومزجته مع ألواني على الزجاج والكنفاس فشكلنا سوية لونين مختلفين”.
وعن مشاركاتها الدولية وكنا قد ذكرنا أن لها مشاركة في فلسطين، تقول السعيدي: “آخر مشاركاتي كانت في معرض “يوم الأرض” الأخير الذي نظمته دولة فلسطين، إذ اشتركت معهم في المعرض الالكتروني الابداعي المتميز الثاني”.
وعن الحركة الفنية النسوية في كربلاء المقدسة والدعم المقدم لها، ودرس المادة الفنية بالمدارس، قال رهاف: “المعارض التي اقمتها كانت بدعم شخصي بحت، الا انني احب ان اذكر بان المعرض الذي اقمته السنة الماضية لقي دعما جميلا من قبل السيد محافظ كربلاء المقدسة نصيف جاسم الخطابي، وذلك بأن بادر بشراء جميع اللوحات، ولكن للأسف لا يوجد هناك دعم مستمر من قبل الحكومة؛ او من قبل المؤسسات التي تهتم بالفن وبالأخص هكذا معارض ونشاطات فنية، ونتمنى على الدولة والمؤسسات الحكومية ان تواصل الدعم المادي المستمر لتشجيعنا على إقامة المعارض ورفع مستوى ذائقة المجتمع الفنية، أما عن مادة الفنية في المدارس فيجب ان يعطى اهمية لهذا الدرس في المدارس ليس لأنه مادة مقرة، ولكنه درس تقضي فيه الفتيات الوقت في التعبير عن مشاعرهن من خلال الرسم وطرح افكارهن على اللوحة، وهذا تفريغ مطلوب وممارسة روحية مهمة”.
وعن سؤالنا عن مدى فهم الجمهور لسيمولوجيا اللوحات، أجابت رهاف: “شعرت من خلال نظرة المشاهدين وطريقة تفاعلهم مع اللوحات سواء بجمالية معاني الآيات القرآنية او بطريقة الغوص بعالم سكب الوان (الاكريلك) الذي يعد مختلف الانطباعات من مشاهد لآخر، ويفسره كل بحسب وجهة نظره الخاصة، أن هناك تفاعلا فلا نستطيع أن نقول في هذه الحالة أن هناك فهما وعدم فهم، ولكن هناك تفاعل وعدم تفاعل فكان هناك تفاعل كبير”.
سؤالنا الأخير كان عن مدى إمكانية تنفيذ مثل هذه اللوحات على شكل نصب في مدينة مثل كربلاء المقدسة، فأجابت الفنانة رهاف السعيدي: “هذه فكرة ممتازة جدا وممكن جدا تنفيذها، كون لوحاتي تجمع ما بين الفن والثيمة الإسلامية، وهي تلائم بيئة كربلاء إلى حد كبير، وأتمنى أن أنفذ إحداهن يوما ما”.
المصدر جريدة صباح كربلاء