الاسم الكامل: عمار مجيد عباس الصفار
التحصيل العلمي: بكالوريوس علوم حاسوب
التحصيل العملي: مؤلف كتاب (علي بن ابي طالب في كتابات علماء الغرب) في ثلاثة اجزاء
لماذا اخترت شخصية الامام علي ابن ابي طالب (ع) موضوعة لكتاباتك؟
شخصية امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) لها تاثير عميق وكبير في التاريخ الاسلامي بمختلف مراحله. فالدور الذي قام به تلميذ النبي الكريم (ص) في تاسيس الدين الاسلامي وتبيان تعاليمه السامية وترسيخها لدى المسلمين على مدى اكثر من اربعة عشر قرنا لا يضاهي دوره احد من المسلمين. علي بن ابي طالب (ع) ليس فقط شخصية تاريخية في الاسلام، بل هو جسر يربط بين الثقافات والافكار. وتعد كتابات علماء الغرب حوله نافذة الى تحليل اعمق للفهم المتقاطع بين الشرق والغرب.
ولماذا في كتابات الغرب؟
تقتحم كتابات بعض من علماء الغرب الميدان التاريخي الاسلامي بشكل يوفر للقارئ فهمًا متوازنًا للاحداث، اذ يُمكن ان تشكل هذه المصادر الغربية قاعدة قوية للبحث والدراسة، وتعزز التبادل الثقافي بين العالمين الاسلامي والغربي.
ان اهمية ما يكتبه بعض من علماء الغرب ومفكريهم عن تاريخ الاسلام والمسلمين تكمن في ان كتاباتهم لا تخضع لقيود سلطة دينية او سياسية معينة، او ضغوطات من مجتمعاتهم الغربية؛ بحكم انتمائهم لبيئة دينية وثقافية واجتماعية مختلفة عن بيئة الشرق ذات الطابع الاسلامي، وهذا ما يعطي كتاباتهم اهمية علمية وتاريخية؛ نتيجة لتعاملهم مع احداث التاريخ الاسلامي بصفتها احداثًا تاريخية بحتة، بعيدًا عن الميول والضغوطات والقيود التي تفرضها هذه الاحداث على بعض من المؤرخين المسلمين؛ مما يوفر للقارئ المسلم وغير المسلم مصادر تاريخية عن تاريخ الدين الاسلامي المتشعب تتسم بدرجة من الحيادية البعيدة عن سلطة الانتماءات التي تفرض نفسها على بعض من المؤرخين المسلمين.
من جانب اخر، يمكن ان يؤدي تاثير هذه القيود الدينية والثقافية الى اشكاليات في التفسير والتحليل، حيث يجد المؤرخ نفسه قد تمثل بمواقف ذات تاثير ديني او اجتماعي. وهذا يعني ان النظرة المستقلة والمحايدة قد تواجه بعض الصعوبات.
وان فهم الرؤى والتفسيرات التي قدمها المستشرقون حول الامام علي بن ابي طالب (ع) امرٌ ذو اهمية كبيرة في فهم عمق التاثير الثقافي والديني لهذه الشخصية البارزة، فقد كانت كتاباتهم تمثل نافذة فريدة الى الفهم الغربي للتاريخ الاسلامي والشخصيات الرئيسة فيه.
واستعرض علماء الغرب في كتاباتهم عن الامام علي بن ابي طالب (ع) التاثير الثقافي والديني الذي خلفته شخصيته الفريدة في المجتمعات الاسلامية. وكيف اثرت قيمه وافكاره في بناء الهوية الاسلامية وتشكيل التفكير الديني للمسلمين.
وتوفر هذه الكتابات اسسًا للتفاهم العميق حول دور الامام علي بن ابي طالب (ع) في الاسلام والحضارة العربية، وتعزز التبادل الثقافي والفهم المتقاطع بين الثقافات.
حاولنا في كتابنا ان نبين كيف استطاعت كتابات علماء الغرب نقل تاثيراتها الى الثقافة الغربية. حاولنا كذلك القاء الضوء على تفاصيل الفهم الثقافي وكيف تشكلت الرؤى حول الامام علي بن ابي طالب (ع) كجزء لا يتجزا من التراث الاسلامي والعربي في العقول الغربية. كما سعينا الى تبيان اهمية الفهم الشامل لكتابات علماء الغرب حول شخصية الامام علي ابن ابي طالب (ع) في رسم لوحة تاريخية وثقافية تتجاوز الحدود الجغرافية.
كيف خطرت في بالك قراءة مقالات الغرب وعلى ماذا اعتمدت في ترجمتها؟
بعد عدة اعوام من القراءة والمطالعة في مصادر التاريخ الاسلامي، خطرت لي فكرة اعداد كتاب عما كتبه علماء الغرب عن الامام (علي بن ابي طالب) وذلك خلال مطالعتي لاحد هذا المصادر الذي طرح تساؤلا عن سبب عدم تناول علماء الغرب شخصية الامام علي بن ابي طالب (ع) بشكل موسع ومفصل في كتاباتهم عن التاريخ الاسلامي.
هل اعتمدت على المصادر بحد ذاتها ام عمدت الى الرجوع الى الاصل؟
بعد عملية بحث موسعة عن اهم المصادر الغربية التي كتبت عن تاريخ الاسلام والمسلمين، وعن مرحلة صدر الاسلام بالتحديد ودور الامام علي (ع) في هذه المرحلة. تم بحمد الله مراجعة اكثر من خمسين مصدرا من المصادر المهمة، ما بين موسوعات تاريخية وكتب سيرة وترجمات لاثار المسلمين ومقالات تفصيلية عن التاريخ الاسلامي في تلك المرحلة، والتي تحدثت عن دور الامام علي (ع) في مختلف جوانب تلك الحقبة التاريخية.
كيف تم تقسيم هذه الاجزاء الثلاثة، ولماذا صدرت مرة واحدة؟
بعد جمع المصادر المطلوبة بدانا بعملية استخلاص ما كتبه علماء الغرب في الفصول التي تحدثوا فيها عن الامام علي (ع) في هذه المصادر وترجمتها الى اللغة العربية بمساعدة مختصين بمجال الترجمة في اكثر من لغة اجنبية (كالانجليزيّة والفرنسية).
وعند اكتمال عمليات التجميع والترجمة والتحرير لمحتوى الكتاب الذي قارب حجمه الستمئة صفحة. قررنا بعد استشارة اصحاب الاختصاص في مجال طباعة الكتب ونشرها (نذكر بالخصوص الاستاذ كاظم الشويلي – مدير دار الورشة الثقافية للطباعة والنشر) ان يكون الكتاب في ثلاثة اجزاء، يحتوي كل جزء على ما يقارب المئتي صفحة، لتسهيل اقتنائه ومطالعته من قبل القارئ الكريم. وتم اصدار الطبعة الاولى من الكتاب في دار الورشة الثقافية للطباعة والنشر.
هل الاجزاء الثلاثة هي حصيلة جهد ذاتي بالمجموع؟ ام انك استعنت بفريق عمل؟
عملية البحث عن المصادر الغربية في المكتبات ودور النشر والمواقع الالكترونية، وتجميع المواد المطلوبة للكتاب وترجمتها بمساعدة مختصين وتحريرها تمت بجهد ذاتي بعد توفيق الله وفضله.
وبعد الانتهاء من هذه المراحل تمت الاستعانة بمجموعة من الزملاء والاصدقاء اصحاب الخبرة والاختصاص لابداء ملاحظاتهم ونصائحهم عن مسودة الكتاب لاجراء التعديلات الضرورية قبل طباعته.
اشرت في مقدمة الكتاب الى ان الاراء التي وردت في كتابات الغرب ليست بالضرورة تمثل وجهة نظرك، لماذا تعمدت الاشارة الى ذلك؟
اشرنا في مقدمة الكتاب الى ان المصادر الواردة في الكتاب تمثل وجهة نظر اصحابها، ولا تمثل وجهة نظرنا بالضرورة لما لهذه الموضوعات من اهمية وتاثير في المجتمع الاسلامي واختلافه في فهم ما حدث في تلك الحقبة من صدر الاسلام. لذا تركنا للقارئ حرية الاطلاع على ما كتبه علماء الغرب عن تلك الحقبة وعن دور الامام علي بن ابي طالب (ع) فيها.
بعد اصدار الكتاب كان هناك تفاعل كبير والحمد لله في الوسط الثقافي مع الموضوعات المهمة التي تناولها الكتاب. ووصل الكتاب لاكثر من مكتبة مركزية ومؤسسة ثقافية في العراق. ونسعى لايصاله الى خارج العراق في القريب العاجل ان شاء الله.
ماهي مشاريعك في القادم من الايام وانت ترى تفاعلا للقارئ مع ما اصدرت؟
هدفنا في المستقبل ان شاء الله هو اصدار سلسلة من المؤلفات عن سيرة حياة الامام علي بن ابي طالب (ع) بمختلف جوانبها من وصاياه وعلمه وعدالته ومنهاجه في توجيه الانسان لعيش حياة صحيحة وسليمة، ستحمل عنوان (علي بن ابي طالب – الامام والحاكم والحكيم).
المصدر جريدة صباح كربلاء