الصحافي والأديب سلام محمد البناي: الثقافة منهج تصحيح وأحد أهم وسائل بناء المجتمع
محمد صاحب
في ظل الدور الكبير والمؤثر للثقافة والأدب في بناء الأمم والشعوب، تتجلى أهمية هذه المجالات في ترسيخ الوعي وتعزيز المفاهيم الإنسانية، مما يعكس رقي وتطور المجتمعات. ويشهد العراق اليوم حراكاً ثقافياً وأدبياً مميزاً يتجسد في منجزات متزايدة على صعيد التأليف والقراءة وتنظيم المهرجانات ومعارض الكتب والأنشطة الأدبية المنتشرة في مدنه كافة. ويُعد اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء إحدى المؤسسات الأدبية المهمة والمؤثرة في هذا السياق، إذ يسعى إلى خدمة الثقافة والأدب في المحافظة من خلال تنظيم النشاطات المتعددة. التي يقف خلفها هيأة إدارية يرأسها الأديب والصحفي سلام محمد البناي، الذي يعد شخصية أدبية وصحفية بارزة، له إسهامات كبيرة في مجال الأدب والثقافة، إذ صدر له عشرة كتب أدبية، من بينها خمس مجموعات شعرية وأخرى مختصة بالأدب التفاعلي وكتاب في الصحافة والإعلام. بدأ مسيرته الأدبية في الثمانينات وحصل على بكالوريوس في الصحافة، وهو عضو متمرس في نقابة الصحفيين.
عمل البناي في مجال الصحافة بعد عام 2003 وتدرج في المناصب الصحفية من مراسل إلى سكرتير ومدير تحرير ورئيس تحرير. شغل وظائف في شبكة الإعلام العراقي وعمل كمدرب لمادة التحرير الصحفي في معهد المركز العراقي للدراسات والبحوث الإعلامية. كما رأس تحرير جريدة “صباح كربلاء” التابعة لشبكة الإعلام العراقي، وحاليًا يشغل منصب رئيس تحرير مجلة “كربائيلو” الصادرة عن اتحاد الأدباء.
من خلال هذا الحوار مع رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء المقدسة، نتعرف على الدور الذي يلعبه الأدب والثقافة في بناء المجتمع، والمهام التي يقوم بها الاتحاد لتعزيز وديمومة الثقافة والأدب في المحافظة.
– كيف ترى دور الثقافة بصورة عامة والأدب بصورة خاصة في بناء المجتمع؟
المنتج الثقافي له دور كبير ومؤثر في رقيّ الأمم والشعوب وترسيخ المعارف في أذهان الناس، وأن بناء الحياة وخاصة الإنسان مرتبط بما يتحصل عليه من علوم وآداب ومعارف، بالتالي فان كل ما يخدم الإنسان ووجوده في هذه الحياة وارتباطه بها وبالخالق هو نتاج الوعي والتفكير الايجابي الذي يأتي بما يوفر البيئة الروحية والاجتماعية والاقتصادية الصالحة للعيش، وفق المفاهيم الانسانية التي زرعها الله تعالى في قلوب البشر، وعندما يتمرد الانسان على فطرته بما يخالف ارادة الخالق ومنهج الحياة الذي وضعته الديانات السماوية فهذا يحتاج الى مفكرين ومصلحين ومثقفين يعيدون للحياة توازنها، فالثقافة بوصفها منهجا تصحيحيا هي احدى الوسائل المهمة لبناء المجتمع المنتج للأفراد الصالحين والذين يسهمون بنشر الوعي وصناعة الجمال.
ما هو دور اتحاد الأدباء والكتاب في ديمومة الثقافة والادب في المدينة؟
اتحادنا لديه مهام كثيرة جميعها تهدف الى رعاية النشاطات الأدبية؛ والاحتفاء برموزنا الابداعية ودعم الشباب والمواهب فضلا عن العمل الاداري التنظيمي لشؤون الاعضاء، ولكن رسالتنا الاهم هي اشاعة الثقافة والوعي المجتمعي؛ لما للثقافة والادب من أهمية في تنمية ذائقة الانسان، وذلك حتما يتم عبر ما نقدمه من محاضرات ونشاطات لأسماء مهمة في المشهد الادبي العراق من داخل المدينة وخارجها، ونحن بوصفنا هيأة ادارية نعد كل مدّة منهاجا مفصلا ومتنوعا لنشاطات ثقافية وادبية تليق بمدينة كربلاء المقدسة، بما تمثله من رمزية ومكانة وعمق تاريخي وحضاري ومعرفي راسخ في ذاكرة الاجيال .
ما هي التحديات التي تواجه الوسط الثقافي والأدبي؟
مع هذه المساحة الواسعة من حرية الفكر والتعبير فقد شهد العراق غزارة في الانتاج الادبي وحتما ان كل الفعاليات الثقافية تحتاج الى الدعم والرعاية سواء من المؤسسات والجهات الحكومية او من مؤسسات المجتمع المدني وهذا الدعم مؤكد يسهم في ديمومة النشاطات واهم مرتكز ومؤشر لنجاح النشاطات هو وجود المقرات والدعم المادي ولكن هناك الكثير من الفعاليات الثقافية لا تمتلك مقرات لها ولا تتلقى دعما ماديا وهذا جانب مهم يتطلب الالتفات له من كل الجهات المعنية بهذا الجانب، ونحن بوصفنا اتحاد لدينا مقر وان كان مؤقتا وفرته لنا الحكومة المحلية، ونتلقى دعما ماديا سنويا من اتحادنا المركزي لتقديم نشاطاتنا ولكن طموحنا اكبر لتلقي الدعم الكافي الذي يسهم بتقديم نشاطات كبيرة تليق بما يقدمه المثقف والاديب من منجزات ابداعية .
ما هي مشاريعكم المستقبلية لدعم الثقافة والادب في المحافظة؟
نسعى في قابل الايام الى اقامة مهرجان كربلاء الشعري بنسخته الثانية وهو المهرجان المركزي لاتحادنا، ولدينا ايضا مساهمات اخرى ونشاطات مشتركة مع محافظاتنا العزيزة فضلا عن مهرجاناتنا السنوية الشعرية الخاصة بذكرى عاشوراء ومهرجان الامام علي عليه السلام الشعري ونخطط لإطلاق مسابقة شعرية في الاشهر القادمة بإذن الله.
المصدر جريدة صباح كربلاء