مقالات

اول تشخيص طبي لحالة ( عدي صدام حسين ) ، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في منطقة المنصور ١٩٩٦ .

مذكرات الدكتور احسان رؤوف البحرانـي

﴿ استدعائي وأخي زهير بطلب من صدام حسين لفحص ابنه عدي بعد محاولة اغتياله عام ١٩٩٦ ﴾

= كنت أنا وأخي زهير في زيارة لأحد الأصدقاء وإذا بنداء تلفوني من زوجتي تخبرني فيه أنها تلقت تلفوناً من مدير مستشفى ابن سينا يطلب فيه استدعاءنا للمستشفى بطلب من رئيس الجمهورية . فتوجهنا إلى المستشفى ووصلناها بعد نقطتي تفتيش واسـتـقـبلنا مـدير المستشفى والأطباء والذيـن كـان أكـثـرهم من طلابنا وشرحوا لنا حالة عدي الصحية وخطورة الإصابة . فصعدنا إلى غرفته في الجناح الخاص وقمنا بفحصه أنا وأخي زهير فحصاً دقيقاً ووجدناه متألماً ومتعباً مع حرارة عالية ووضعه الصحي كان خطيراً بسبب إصاباته المتعددة . بعد إكمالنا الفحص نزلنا إلى الطابق الأسفل واطلعنا على كافة الفحوص والتحريات والعلاج الذي تناوله . أثناء مـراجـعـة الـتـحـريات إذا بـصـدام يدخل المستشفى وكنا أنا وأخي زهير نراجع الفحوص الشعاعية في غرفة الفحص · فتوقف صدام عند باب الغرفة وسلم علينا ثم طلب منا الخروج من الغرفة لنشرح له حالة عدي الصحية ، بعد أن شرحنا له الحالة وأن هناك لازالت خطورة اخبرناه أن الحالة مستـقـرة وأن الأطباء الذين يقـومـون بعلاجه قـد أدوا واجبهم بشكل كامل وبحرص شديد ، وأننا سنكتب تقريراً كاملاً حول حالته مع توصياتنا . إذ شعرنا أن الأطباء الذين يعالجونه وهم من تلامذتنا بحاجة إلى دعم منا بسبب صعوبة الحالة وخاصة مع مريض مثل عدي . بعد أن أكملنا تقريرنا وقدمناه إلى مدير المستشفى لم نتمكن من الخروج بسبب وجود صدام في المستشفى ولم أتمكن حتى من الأتصال تلفونيا ببيتي وبقينا في المستشفى لمدة ساعتين حتى غادرها صـدام ثـم عـدنا بعـدها ألى دورنا .

( نبضات الذاكرة مذكرات الدكتور احسان رؤوف البحرانـي ١٤٢ – ١٤٣ )

#أشـارات

(۱) وصل أفراد المجموعة الى المنزل الذي كان مقرراً اختباؤهم داخله وتوجهوا صباح اليوم التالي الى الناصرية على متن حافلة مواصلات ثم استقلوا حافلة اخرى الى منطقة سوق الشيوخ على اطراف الأهوار. وفي منتصف ليل ذلك اليوم عاد أفراد المجموعة الى قاعدتهم ولم يبارح ( سلمان شريف ) الأهوار الا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام ٢٠٠٣ ، يقول شريف انه لم يكن يتوقع ان تكون العملية بهذه السهولة، اذ كان يعتقد انهم ارسلوا لموت محقق ، استمع حسين حمزة ، قائد مجموعة «15 شعبان» الى اذاعة صوت أميركا ومحطات بث اذاعي اخرى وضحك مع نفسه عندما سمع البعض يتحدثون عن وقوع محاولة انقلاب وان عددا من الجهات تبنت مسؤولية العملية، الا ان المجموعة آثرت الصمت لأنها كانت تريد ان يشك النظام في انها حدثت من داخله.

(۲) توصل صدام في نهاية الامر الى الحقيقة، فقد قال حسين حمزة ان واحدا من افراد المجموعة قد ألقي عليه القبض في الأردن في قضية مختلفة تماما وسلم فيما بعد الى اجهزة الأمن العراقية واعترف ببعض التفاصيل تحت التعذيب. وبنهاية اغسطس (آب) 1998، اعتقلت عناصر أمن النظام العراقي السابق «أبو سجاد» ونشرت تفاصيل بقية أعضاء المجموعة. كان انتقام النظام العراقي قاسياً ، فقد اعتقل اشقاء شريف السبعة ووالدهم وقتلوا وابلغت والدتهم بأن تتسلم جثثهم من مشرحة في بغداد، كما اعدم والد «أبو صادق» وثلاثة من أشقائه وواجه «أبو سجاد » ووالده نفس المصير وهدمت قوات الأمن منازل هذه الاسر وصادرت ممتلكاتها. وفي ديسمبر (كانون الأول) ١٩٩٨ ، اغتالت المخابرات العراقية «أبو صادق» بعد تعقبه بمنفاه في مدينة الاهواز .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى