صدر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة كتاب شعري سردي للشاعر عادل الصويري ضمّ نصوصاً شعرية عمودية وتفعيلية، فضلاً عن نصوص نثرية سردية في السيرة الكربلائية التي حوّلها الشاعر إلى (سبأ) معاصرة، بينما أخذ هو دور الهدهد الذي يروي حكاياتها وشخصياتها وطقوسها وأماكنها، يضاف عليها سيرة ملحمة الطف التي جرت على أرضها، ويقع الكتاب على (٧٠) صفحة من القطع الوزيري، وجاء في مقدمته: “لأنَّ أكثر الكتابات تناولت كربلاء من زاوية ملحمة الطف تاريخيّاً، كان لابد من تجسير الرؤية بين الماضي والحاضر؛ لذلك قررت إدارة مركز كربلاء للدراسات والبحوث إصدار كتاب (مرويّات الهدهد الغاضري) الذي يجمع بين الشعر والسرد للأستاذ الشاعر عادل الصويري؛ لتدوين الروح الكربلائية بما ينسجم وروح العصر”.
ومن قصيدة (الكشوفات) في هذا الكتاب اخترنا لكم:
كانت قبلَ البدءِ بدايتُكِ الحمراءْ
كنتِ بوجهِ نهارٍ مشموسٍ ممسوسٍ بحريرِ بُكاءْ
نفخَ اللهُ بـِ (كافِكِ) في الماءْ
فاندلعتْ فيهِ حروفُ الأسماءْ
علَّمها آدَمَ إذ سجدَ الكونُ كثيراً
” إلاّ إبليسَ أبى واستكبرَ”
وانحرفتْ كلُّ الأشياءْ
ومن قصيدة (عن حمزة الزغير) اخترنا لكم:
نقاطُ يَشْماغِهِ: نوتاتُهُ انْتَشَرَتْ
على المدينةِ حتى كُوِّرَتْ نَغَما
جرى عليهِ الحُسَيْنُ، الماءُ مُرتَبِكٌ
بِزُرْقَةٍ في مراياها الدَمُ ارْتَسَما
يُبَصِّرُ الزَمَنَ السكرانَ، كانَ بهِ
بُعْدٌ على (اللّاتِ والعُزّى) يَطوفُ عَمى
بُعْدٌ يَدورُ حِبالاً في الرؤوسِ وَيَدري
أنَّ ناسَ السُكوتِ المُرِّ محضُ دُمى
وَكانَ (حمزةُ) بالموّالِ منشغلاً
عَنِ الأزِقَّةِ، شَمْعٌ للعزاءِ هَمى
كُلُّ المواكِبِ إيقاعٌ لِبُحَّتِهِ
(ثَلاثُ دَكَّاتِهِ) المعنى بِها اعْتَصَما
تَمايَلَتْ طاسَةُ الماءِ السبيلِ على
يَدٍ لِشَيْخٍ، فأدْنى للغُيوبِ فَما
وَراحَ يَشْرَبُ من أشجانِهِ زَمَناً
يُسَبِّلُ الخُلْدَ للآتينَ والقُدَما
وَقيلَ: صَوْتٌ كَسَهْمٍ، قَوْسُهُ بَلَلٌ
وما رَمى، ثَمَّ حُزْنٌ في الفراتِ رَمى
وَكُلَّما صاحَ: (وا يَحْسين) مِنْ شَتَتٍ
يَلُمُّنا وَسِياجُ الدَمْعَةِ انْهَدَما
المصدر جريدة صباح كربلاء