في حوار اتسم بالشفافية والصراحة، كشف مدير مركز الكفيل للمعلومات والدراسات الإحصائية في العتبة العباسية المقدسة جسام محمد السعيدي اهم الامور الخافية عن المجتمع العراقي واجاب عن التساؤلات التي تثار بين الحين والاخر في مواقع التواصل الاجتماعي عن مستشفى الكفيل التخصصي وسبب انشائه وما هو مصدر الاموال واين تذهب وارداته وما هو دخل المتولي الشرعي للعتبة في تحمل بعض اجور العمليات او الفحص وغيرها من التساؤلات.
اجرى الحوار:
الصحفي فراس الكرباسي – النجف الاشرف
س) ما الهدف من انشاء مستشفى الكفيل التخصصي؟
جسام: ان هدف انشاء المستشفى هو توفير خدمات طبية متميزة لا توجد في العراق سابقاً، وبذلك توفر ملايين الدولارات من أموال الناس التي كانت تصرف خارج العراق في مستشفيات مماثلة أو أقل، واصبحت تذهب للفقراء من خلال المستشفى نفسها، وهذا لا يحدث في أي مستشفى خاص في العراق والعالم، وكما سنبين، فضلا عن تلاقح الخبرات المحلية والاجنبية وتطوير ملاكاتنا الوطنية.
س) ما هو مصدر الاموال التي تم بناء المستشفى هل صحيح تم بناؤه من اموال الشباك الطاهر؟
جسام: بني المستشفى بالكامل وجُهز بالأجهزة والاثاث كاملاً من خلال قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، وبأموال الدولة العراقية 100%، المرصودة من تخصيصات خطة المشاريع الاستثمارية التي خصصت أموالها الدولة العراقية للعتبة العباسية المقدسة عن طريق ديوان الوقف الشيعي، وبالتالي فإن كلفة الانشاء والأجهزة والأثاث وتوابعه، ليست من اموال الفقراء او الحقوق الشرعية من خمس او زكاة او الشباك الشريف أو النذورات كما يتوهم البعض.
س) يقال ان اسعار الفحص في المستشفى عالية جدا؟
جسام: ان أسعار الفحص في المستشفى هي أقل من أغلب العيادات الخاصة في جمهورية العراق، وهي تتراوح بين 15ألف كحد أدنى للأطباء، و30 الف كحد أقصى، يذهب ثلثي المبلغ للطبيب وثلث للمستشفى.
س) ما سبب ارتفاع اسعار العمليات؟
جسام: ان ارتفاع أسعار العمليات ليس من قبل ادارتها ولا العتبة العباسية المقدسة، بل سببه امران الاول هو ارتفاع سعر الأجهزة المتطورة في المستشفى التي لا يقل طراز أي منها عن سنة 2015م، والتي تتطلب أموالاً لقطع غيارها ولصيانتها والامر الثاني هو نوع الأطباء المستقدمين من خارج المستشفى من العراق وخارجه، إذ أنهم متميزون ومختصون من جامعات عالمية، وإن نجاح خدمات المستشفى هو بسبب هذه الخبرات العالية، والأطباء هم من المغتربين واجانب، ومن العادة أن لهؤلاء أسعارهم الخاصة، وما يدفعه المريض يذهب نسبة منه للطبيب، وتختلف النسب من طبيب لآخر، والمعدل هو 50% من مبلغ العملية يذهب للطبيب.
س) اين يذهب النصف الثاني من مبالغ العمليات واين يتم صرفه؟
جسام: شكرا على هذا السؤال واقول ان النصف الثاني من مبلغ العملية الذي يدفعه المريض يذهب للمستشفى ويُصرف في اربعة موارد وهي، اولا، تغطية رواتب العاملين والاطباء المقيمين والممرضين وهم بالمئات وهم طبعاً أصحاب عوائل وفرت لهم المستشفى فرصة عمل وراتباً شهرياً في ضل البطالة التي تعم البلد حيث تبلغ رواتب العاملين (680) مليون دينار شهرياً والمورد الثاني هو تغطية كلف اندثار الأجهزة وتبديل قطع غيارها، ومصاريف المستشفى من الكهرباء والماء وتبلغ وخدمة المعامل الخدمية التابعة للمستشفى، وباقي الخدمات التي تجبيها الحكومة المحلية في محافظة كربلاء المقدسة، وتبلغ أكثر من 270 مليون دينار شهرياً والمورد الثالث هو تغطية تذاكر وتأشيرات واقامة وحماية الاطباء الاجانب المستقدمين من الخارج، واما المورد الثالث هو تغطية حاجة من يستطيعون مساعدتهم من المرضى الفقراء والحشد ومن كل الفصائل وعلى قاعدة: (الجود من الموجود)، وذلك ضمن مشروعين وهما مشروع (اطباء بلا اجور) مشروع (القائمة المدعومة).
س) ارجو توضيح المشروعين اعلاه لطفا؟
جسام: مشروع (اطباء بلا اجور) وهو مشروع خيري اطلقته المستشفى يسعى لمعالجة ذوي الدخل المحدود والساكني في القرى النائية وفي جميع محافظات العراق وبالمجان وعلى يد أمهر الأطباء المحليين والعالمين، اما مشروع (القائمة المدعومة) والذي يتضمن عمليات اطفاء الاجور عن الايتام بالكامل او نصفها او ثلثها عن الحشد والفقراء والصرف مستمر لحد الان وقد بلغ حتى هذه اللحظة حوالي (4) مليارات دينار.
س) هناك جدلية بين مستحقات الاطباء ومجانية المستشفى؟
جسام: ان الاطباء القادمين للمستشفى من أجانب وعراقيين يأخذون كامل استحقاقهم من المريض ولا دخل للمستشفى بهم، إلا لو تنازلوا عنه فتتنازل المستشفى عن حصتها.
س) ما دخل المتولي الشرعي في تحمل نفقات بعض المرضى؟
جسام: ان المتبقي من نصف الارباح لا يكفي لتغطية التخفيض، فيتكفل مكتب السيد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي بدفع الباقي من الحقوق الشرعية والخيريات التي ترد له، وليس من اموال العتبة، لأنها وقف ولا يجوز شرعاً صرفها في غير شأن الوقف، وإلا عُد خيانة للمؤمنين الواقفين، ومخالفة لنواياهم بالتبرع للعتبة وليس الفقراء.
س) ماذا اضافت المستشفى في مجال الخدمة الطبية؟
جسام: ان مستشفى الكفيل التخصصي اضافت نقلة نوعية في الخدمات الطبية للعراقيين، وقد انجزت حتى الان عمليات بعدد ٤٥٥٤٢ الناجح منها يعتبر عالي عالمياً، بنسبة بلغت ٩٦.١١%، وغيرها من غير الناجح هو ضمن المعايير العالمية، ولو وجد اي تقصير او شك المريض به، فان الادارة تعاقب وتحاسب أي مقصر ثبتت ادانته بعد التحقيق المحايد مع أطبائها او ممن تستضيفهم من خارجها، بعد تشكيل لجنة محايدة، وبرضى ذوي المريض.
س) اغلب الناشرين في الفيسبوك يطالبون بمجانية الفحص والعلاج فماذا تقول؟
جسام: ممتاز جدا، اذا تكفل أي شخص يطالب المستشفى بالخدمات مجاناً، اذا تكفلوا بما ذكرناه من مصاريف أعلاه في اعلاه، فنحن مستعدين لإجراء العمليات والعلاج مجانا لكل العراقيين، وفوقها هدية لكل مريض.
س) معنى ذلك ان الكفيل ليس فيه ارباح مادية فما يؤخذ باليمين يصرف باليسار مع دعم السيد الصافي؟
جسام: نعم صحيح جدا والخلاصة والحقيقة التي لا يريد احد من المغرضين ان يصدقها او يستوعبها رغم كل ما ذكر، انه لا أرباح حقيقية في مستشفى الكفيل تذهب لجيب أحد، بل تذهب للناس انفسهم، وما سواها فهو موجود في مخيلة من لا يريد خيراً للعراق، او يزعجه عمل المؤسسات التي تعمل بظل العتبات.
س) في نهاية الحوار، هل لكم كلمة اخيرة؟
جسام: في ختام حوارنا الصريح معكم، نود ان نبين أن هناك هجمة إعلامية غير مبررة ضد هذا الصرح العراقي، وكأنه المستشفى الخاص الوحيد والأول في العراق!! ولا ندري ما الغرابة في أن يكون هناك مستشفى يوفر خدمات للناس تقلل عليهم مصاريف الخارج بنسبة لا تقل عن 30-50%من مثيلاتها في الخارج؟!!! خاصة ان أرباح مستشفى الكفيل تعود للناس الفقراء أنفسهم، سواء مرضى أو موظفين يتقاضون أجور عملهم فيه، وليس لجيب أحد من الأطباء او الملاك أو لشركات كما في كل مستشفيات العالم الخاصة، وبالتالي فاسمه جزء من بركات أبي الفضل العباس عليه السلام في مساعدته للناس.
متابعات/ عدي الحاج