يقف هذا الأثر شامخاً في صحراء كربلاء الغربية في منطقة معزولة يصعب الوصول إليها وتبعد عن مركز المحافظة 25كم تقريباً وتطل على وادي الطار، ولأهمية المنطقة بسبب وقوعها على الطرق التجارية الهامة بين العراق والشام والحجاز اقتضت الضرورة آنذاك وجود علامات ثابتة استخدمت لغرض الدلالة لإرشاد القوافل أولاً وللرصد في حالات الطوارئ ثانياً ،وربما استخدمت للتواصل بين الوحدات الادارية عن طريق إشارات الدخان أو الحمام الزاجل وخصوصاً في العصر العباسي ،ويعود أصل التسمية الى إيقاد النار ليلاً على سطحها فربما صحفت من (موقدة )الى (موجدة)بسبب لهجة ساكني المناطق القريبة وعلى الأخص عين التمر.
تبعد عن خان عطشان (15كم) وعن حصن الأخيضر (20كم) تقريباً ومن الملاحظ أنها تتوسط المسافة بينهما تقريباً، بنيت بطابوق الفرشي (احمر اللون) والجص والنورة القاعدة مربعة الشكل تبلغ مساحتها 25م2 زين كل ضلع بثلاث حنايا صماء يعلوها عقد نصف دائري.
ثم يبدأ البدن الأسطواني وينقسم إلى افاريز، الأول بارتفاع (2م) بني خالياً من أية زخارف وربما أرادَ المصممون إظهار مساحة فاصلة بين القسمين الأول (القاعدة )والقسم الذي يليه لإبراز التفاصيل بشكل أوضح .
الأفريز الثاني بارتفاع (2م) تم تزينه بطريقة التلاعب بالآجر مكوناً خطوطاً من المثلثات من أعلى إلى أسفل لفت البدن الأسطواني بكامله، وهذه الطريقة ظهرت بشكل واضح في أواخر الفترة العباسية ووصلت مرحلة الرقي على يد الصفويين.
توج أعلاها بستة حنايا تنتهي بعقد نصف دائري تهدم بعضها وارتفاعها الكلي ( 12م ) ،يمكن الصعود الى أعلى عن طريق سُلم في داخلها من الجهة الجنوبية من قاعدة المنارة ،ولا يعرف تحديد تاريخ بنائها لكن الواضح أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بخان عطشان وحصن الأخيضر وربما طريق الحج المعروف (طريق الست زبيدة ) أو ربما بناها الصفويون لغرض إرشاد قوافل الحجيج ،ويلاحظ أيضاً أن المنطقة المحيطة بالمنارة خالية من أية مظاهر تدلُ على وجود مباني قريبة منها ، ومن الجدير بالذكر أن في المنطقة الجغرافية المتاخمة لكربلاء (صحراء النجف ) وجدت بقايا منارة ذكرتها المصادر تسمى بمنارة (أم كرون)وهناك أيضاً منارة أخرى في محافظة كركوك وتقع على أحد الطرق التجارية القديمة المارة من خلال قضاء الطوز…