في مبادرةٍ تُضاف الى سلسلة نشاطاتها غير المفروضة عليها شرعاً أو قانوناً وضمن جهودها الرامية الى إظهار مدينة كربلاء المقدّسة بأبهى صورة، قامت العتبةُ العبّاسية المقدّسة بإعادة الروح لنهر الهنيديّة الذي كان في يومٍ من الأيّام واحداً من أجمل المناطق الترفيهيّة، فبعد منحه الهواء عذوبةً ونقاوةً وإتاحة فرص متعة السباحة وقضاء الأوقات الجميلة، أصبح النهر في حالةٍ مزرية نتيجة إهمال أو قصور الجهات الحكوميّة المعنيّة، وتحوّل الكثير من أجزائه الى مكبٍّ للنفايات وصار منظره يشوّه صورة المدينة.
وبعد تعثّر الجهود السابقة في تحسين حاله أو معالجة مشكلاته، تكفّل قسمُ الشؤون الخدميّة في العتبة العبّاسية المقدّسة بانتشاله من واقعه الذي يعيشه، ليتحوّل من مصدرٍ للتلوّث ومكبٍّ للنفايات الى معلمٍ جماليّ ومتنفّس للعوائل الساكنة قربه، وذلك من خلال كريه وإكسائه بالحجر وإضافة أشكال زخرفيّة تُضفي عليه جماليّةً ورونقاً.
المشرفُ على تنفيذ المشروع الحاج خليل الهنون أطلعنا بالقول: “كثيرةٌ هي المشاريع التي تقوم بها العتبةُ العبّاسية المقدّسة في مدينة كربلاء، وذلك إسهاماً منها في تطويرها على مختلف الأصعدة والمجالات، ومنها إعادة تأهيل نهر الهنيديّة الذي هو ليس مجرّد نهر بل هو روح تتحرّك في أحياء المدينة التي يمرّ بها، وبعد وصول مناشدات من قبل الأهالي الساكنين بجواره سعينا وضمن إمكانيّاتنا لإعادة تطويره بالشكل اللائق، وذلك بأعمال الكري والإكساء وبناء القناطر وتعديل الضفاف لتقليل الهدر في المياه والمحافظة عليه من رمي مياه المجاري والنفايات وغيرها، وإنّ الأعمال تجري بالتنسيق مع مديريّة الموارد المائيّة ودائرة بلديّة المحافظة وبتصميم وتنفيذ ملاكات قسمنا التي تمتلك من الخبرة والمهارة ما يؤهّلها لإقامة وإنشاء مثل هكذا مشاريع”.
وأضاف “سبقت أعمال التأهيل أعمالٌ عديدة، منها: إجراء دراسة وكشوفات موقعيّة للنهر، من ثمّ تمّ إعداد التصاميم لتتمّ المباشرةُ بعد ذلك بأعمال التأهيل التي تمّ تقسيمها على مراحل، شملت مرحلتها الأولى مئة متر من جهة شارع محمد الأمين على أن تنفّذ باقي المراحل تباعاً لتشمل النهر كلّه البالغ طوله (3كم) وبتمويلٍ وتنفيذ من قبل العتبة العبّاسية المقدّسة”.
وبيّن الهنون “أنّ أعمال التأهيل شملت:
– كري النهر وتنظيفه ورفع الأسيجة القديمة عنه والأنقاض والنفايات.
– إكساء النهر بمادّة الحجر مع إضافات أشكال ولمسات فنيّة.
– وضع قناطر على النهر لتسهيل عملية التنقّل بين الضفتين.
– نصب شلّالات ونافورات مائيّة على أكتاف النهر.
– عمل شبكة إنارة حديثة.
– زراعة مجموعة من الأشجار الدائمة والموسميّة على حافّات النهر العُليا.
– وضع مناضد (مصاطب) وكراسي على امتداد مسار النهر.
– تغليف ورصّ الأرضيّة بالكاشي الصخري المقرنص”.
كان نيوز / متابعات – شبكة الكفيل العالمية