عندما تزور قضاء الهندية في كربلاء ومدينة طويريج سوف يجبرك منظر محل أنيق مزين بألوان الفاكهة الطبيعية الجميلة، لترتوي عنده بألذ العصائر من حر الصيف، إنه محل (مسلم أبو الشربت)، فقبل (35) عاماً بدأ مسلم بالعمل بائعا للعصائر؛ ولان السوق في طويريج ليس كبقية المدن المزدحمة، فمعظم الناس هنا – زبائن وباعة – إما أقارب أو جيران ويعرف أحدهم الآخر، وهذا ما جعل (مسلم) يسجل حضوره بما فرضته أخلاق مدينته، إذ يؤكد أنه لا يتلاعب أبداً بالجودة، كما أنه يهتم بأذواق زبائنه، ويعمل طيلة العام على خزن وتجميد الفواكه ليوفر عصائرها خارج الموسم، تماماً كما فعل مع الرمان والفراولة، قبل أن يختفيا من السوق بحلول الصيف، ويعلق صاحب المرطبات الأشهر لافتة على واجهة محله كتب عليها (تأسس عام 1989).
يقول (مسلم أبو الشربت) صاحب المحل: ” بدأت بائع عصائر على عربة صغيرة قرب كراج كربلاء القديم، ثم توفقت وانتقلت إلى هذا المحل، وأنا أعمل هنا منذ عام 1989 حتى اليوم”. مضيفا: “سر بقائي ونجاحي هو حبي لمهنتي، فما أقدمه للزبائن بالجودة نفسها التي أقدمها لنفسي وعائلتي، فضلاً عن حرصي على مواكبة كل ما هو جديد في هذا المجال”. ويشير مسلم إلى: “رغم أن العصائر التي أقدمها طبيعية 100% إلا أن أسعارها لا تتجاوز ألفي دينار”.
وعن آلية عمله يقول: “نخزن الفواكه ونجمدها لتقديمها للزبائن في غير موسمها، فالفراولة والرمان مثلاً، سينقطعان في الصيف إلا أننا نوفرها كعصائر، ولا نتعامل مع الزبون على أنه سيأتي لمرة واحدة، فمدينتنا جميلة ونعرف بعضنا البعض جيداً، ومن هذا المنطلق نعمل على تقديم الأفضل باستمرار”.
أما زبائن (مسلم) فيشيدون بنظافة العمل ونزاهته، يقول الشاب (علي رحيم): “أنا من مواليد 1994، ومنذ كنت طفلا أجبر والدي على المرور من جانب محل مسلم أبو الشربت ليشتري لي عصير كوكتيل، أحمل ذكريات جميلة عند هذا المحل”.
في حين يقول أحمد السلامي: “أهم شيء هو النظافة وعدم الغش في الأصباغ، وهذا تجده عند هذا الرجل الذي يلقاك بمحياه الجميل وطيب أخلاقه قبل أن يسقيك من لذيذ عصائره الطبيعية، التي يصنعها أمامك من دون ستار، وهو بصمة صيف طويريج، فالمارون من هنا يتوقفون عنده لأخذ استراحة مثلجة تسعفهم من لهيب الصيف الحار”.
المصدر جريدة صباح كربلاء