عامةكربلاءكل الاخبار

المراسل والمصور “محمد الفتلاوي” في ضيافة صباح كربلاء

صادق زكي

الكثير منا يعتقد أن الفنون الجميلة تشتمل على التخصصات التي من شانها بث السعادة للمتذوق لها والعامل بها وربما هنالك الكثير من هذه الفنون بتماس مباشر بالروح وما يطيب لها، والتسميات هنا كثيرة فيما يتعلق بالرسم والتشكيل والطبيعة، لكننا نكتشف يوما بعد آخر أن السمع والنظر أهم تلك الفنون التي جذبت الكثيرين من الموهوبين للتعمق بها ودراستها والتبحر في مكنونات ايصالها للروح الإنسانية، وربما العراق واحد من أهم البلدان التي عملت على ابراز جمالية السمعية والمرئية، وضيفنا اليوم اجتهد ليكون عاملا في كليهما فأبدع في رسم الواقع حتى تدرج فيه، من خلال تعامله مع الشاشة؛ فهو المصور في قنوات السلام والنجف والبغدادية والاتجاه، وهو المونتير في قناة الفيحاء، وهو المراسل في قنوات النعيم الفضائية وقناة البغدادية والإمام الحسين والنجباء، ووكالة الراديو الأوربي الحر ووكالة القرطاس نيوز؛ إنه الإعلامي المراسل والمصور التلفزيوني (محمد الفتلاوي) الذي التقته صحيفة (صباح كربلاء) فكان هذا الحوار.

حاوره: جلال طالب عبد حسون

أيهما الأقرب اليك أن تكون مصورا أم مراسلا؟
– التصوير والمراسلة كلاهما قريبان للقلب، فهما الواحدة مكملة للأخرى بوصفهما مهنة، ومن الممتع ان يكون الصحافي شاملا؛ كي يكون متمكنا من ادواته، لاسيما في الوقت الحاضر؛ عصر التطور التكنلوجي والانفتاح على (السوشيل ميديا) الذي بات يتطلب من المراسل الصحافي ان يكون ملما بفنون متعددة ومنها التصوير والمونتاج والتحرير.
هل كنت تخطط من البداية لأن تكون مراسلا، أم أنك وجدت نفسك أفضل ممن عملت معهم من المراسلين فاتجهت صوب المراسلة؟
– كنت أعمل جاهدا كي اكون مراسلا بغض النظر ان كان هناك مراسل بمستوى الطموح ام لا، واليوم الساحة الكربلائية فيها عدد جيد من الزملاء المراسلين ممن لديهم إمكانية عمل تقارير إخبارية متكاملة وممتازة، وعملي مراسلا اضاف لي الكثير من الخبرة والمعرفة في مجال الصحافة المرئية.
كيف بدأت خطواتك الأولى؟
– كنت متميزا جدا في دراستي المتوسطة؛ حتى اني كنت الاول على دفعتي في الثالث متوسط عندما كنت ادرس في متوسطة الثورة في منطقة العباسية الشرقية في كربلاء للعام الدراسي (1995 – 1996)، وكان من المفترض ان اكمل دراستي الاعدادية ثم الجامعية في إحدى الكليات العلمية، لكن شغفي في التصوير والإخراج دفعني إلى أن أقدم على معهد الفنون الجميلة في بغداد – قسم الفنون السينمائية – وتحقق الهدف فكانت الخطوة الأولى، واثناء مدة دراستي في المعهد كانت لدي محاولات هنا وهناك حتى ادخل عالم الإنتاج التلفزيوني بصفة مساعد مصور او مساعد مخرج.
من يعرفك يشيد بهدوئك أثناء العمل والتنقل مع الكاميرا، هل الهدوء جزء من عمل الصحافي؟
– الاعلامي المهني يجب أن يركز كثيرا في العمل، وعمله هو من يتحدث عنه – لا ثرثرته – فهناك الكثير من الزملاء ممن يعملون بصمت، لكن نتاجهم مؤثر ويقلق الطرف الآخر؛ لذلك اذا أراد الصحافي أن يتميز فعليه أن يكون هادئا، وكلنا يعرف كم من اشباه الصحفيين دخلوا الساحة الإعلامية، وارادوا ان يتسلقوا على اكتاف الصحفيين المهنيين، لكنهم لم يفلحوا لأنهم لم يلتزموا بمعايير المهنية، ولم يحصنوا أنفسهم بالمعلومة الصحيحة، فكانوا كالفقاعة ترتفع لتختفي لا أن ترتقي، وهذا واقع الحال؛ لذلك اقول لكل الزملاء الشباب المقبلين على العمل في مجال الاعلام عليهم ان يتحلوا بالأخلاق وان يكونوا متواضعين وان يقبلوا النصيحة اذا ما ارادوا تطوير انفسهم.
من هي القناة التي وجدت فيها طموحك للعمل؟ ومنحتك مساحة لاختيار الموضوعات؟
– عملت في فضائيات متعددة، منها من كنت مصورا فيها واخرى مراسلا، لكن قناتين هما من اخذت فيهما مساحة جيدة وكافية في العمل، الاولى قناة السلام الفضائية، إذ عملت فيها مصورا في مدينة الحلة لأكثر من اربع سنوات، وكان مكتب بابل مميزا وفي المراتب الاولى لدى إدارة القناة؛ لذلك اعطتنا القناة مساحة كبيرة في إنتاج الأفلام الوثائقية والتسجيلية، فضلا عن التقارير الإخبارية، والقناة الثانية هي النعيم الفضائية التي اعمل بها مراسلا منذ عام ٢٠١٠م وإلى الآن، هي الاخرى اعطتني مساحة جيدة في تقديم البرامج، إذ قدمت فيها برنامج (عين على كربلاء)؛ وهو برنامج أسبوعي، ثم برنامج ظاهرة وتحقيق وهو الآخر اسبوعي؛ وهما من إعدادي وتقديمي، كذلك انتاج الأفلام الوثائقية والتغطيات المباشرة، ناهيك عن التقارير الإخبارية اليومية. عملت في محافظات مختلفة، ألا يجد المراسل صعوبة عندما تتغير عليه بيئة العمل؟
– نعم عملت في بغداد وبابل وكربلاء وكذلك في محافظة البصرة، ولكل محافظة طابعها الخاص، وهي تعد إضافة لي في مجال الاعلام، خاصة وانت تتعرف على زملاء جدد وقصص واحداث ومجتمعات مختلفة أيضا، جميع هذه المتغيرات الاجتماعية التي مررت بها اعطتني دروسا استفيد منها خلال عملي في مجال الاعلام.
كذلك وسعت دائرة علاقاتي على صعيد عملي بصفة مراسل صحافي في تلك المحافظ.
هل المتابعة والتعلم والتدريب ضروري للصحافي وبخاصة المراسل؟ وهل ترى أن الأداء يختلف من سنة الى أخرى؟
– بطبيعة الحال الذي يعمل في مجال الصحافة والاعلام يجب ان يكون مواكبا للتطورات التي تشهدها الساحة الإعلامية، وهذا لا يأتي من فراغ، بل من خلال المتابعة الميدانية لطبيعة الأحداث التي تشهدها المنطقة واخر التطورات.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى