استضاف نادي الكتاب في كربلاء عبر أمسية ثقافية الأديب الرحالة (باسم فرات)، للحديث عن كتابه (اغتيال الهوية)، قدم الأمسية الاعلامي حيدر الحاج، الكتاب هو رؤية شاعر ورحالة، أحب الشعوب وثقافاتها مثل حبه لثقافته العربية، ودرسها وبحث فيها، فكانت كتبه في أدب الرحلات تزخر بما يدل على هذا الحب للبشرية وللتنوع. هو كتاب ذو رؤية ثقافية واضحة، يقول باسم فرات عن كتابه: “سنحت لي الفرصة في (وَلِنْغتُن) عاصمة (زي) الجديدة، أن أقرأ كثيرا عن التنوع العراقي، فكان مشروع قراءة تاريخ العراق منذ أقدم العصور وحتى العصر الحديث؛ ومعرفة القوميات والإثنيات العراقية؛ عاملاً رئيسًا في فهم سرديات المركز وسرديات الهامش وثقافة الإلغاء والإقصاء التي تسود الأحزاب العراقية وخطابات نُخَبها، لأخرج بنتيجة أن لا وجود لسردية عراقية تحتفي حقًا بالتنوع وبوحدة التراب العراقي التي اتفق المؤرخون والجغرافيون العرب والمسلمون وغيرهم عليها”. مضيفا: “إن القراءات التي أخذت سنوات طويلة مني دفعتني إلى تكوين صورة مفادها أن الحدود الجغرافية السياسية تفرض مهيمناتها وأنساقها ومحمولاتها الاجتماعية والثقافية وأن منابع الخطاب الأيديولوجي، مهما حاول معارضة السلطة المركزية وسردياتها؛ فهو يتخذها مثالاً يُحتذى، حتى يُخيّل إليَّ وأنا أتأمل هذه السرديات أنها تغرف من خطاب مناهض للحياة؛ لأنه لا يعترف بالتنوع إلا بوصفه تابعًا ولا يعترف بالحدود الجغرافية السياسية إلا بوصفه مضطرًا للعيش في كنفها واستنزافها قدر ما تسمح به الظروف، والعمل في الوقت نفسه على تدميرها”.
المصدر جريدة صباح كربلاء